السيسي وهجل.. علاقة مصالح ومشاورات دورية

سكاى نيوز: الاربعاء , 18 سيبتمبر 2013 17:03
قلل محللون سياسيون من أهمية الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الدفاع الأميركي "تشاك هجل" بنظيره "عبد الفتاح السيسي" الذي ناقش فيه جهود الحكومة المصرية لحماية أمن الأقباط،
لأول مرة منذ اندلاع موجة عنف ضد الأقباط ودور عبادتهم إثر عزل الرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
فاعتبر"عزت إبراهيم"، المراسل السابق للأهرام بواشنطن، المحادثة "أمرا روتينيا لا يحمل أي جديد فالوزيرين يتشاوران بصفة دورية لمناقشة العلاقات العسكرية التي تربط البلدين، كما تتم اتصالات أسبوعية بين رئيسي الأركان الأميركي والمصري.".
ويؤكد"إبراهيم"، أن المؤسسة العسكرية المصرية والأميركية تجمعهما علاقة مصالح مشتركة تتصدرها، بالنسبة لواشنطن، مصلحة إسرائيل وأمنها، ما يمنع التوترات السياسية التي طفت على سطح العلاقات بين البلدين من أن تنسحب على العلاقات العسكرية.
وكانت واشنطن انتقدت قيام السيسي بعزل مرسي يوم 3 يوليو إثر المظاهرات الشعبية العارمة التي خرجت يوم 30 يونيو مطالبة برحيله، وهددت الإدارة الأميركية بوقف المساعدات التي تدفعها لمصر وتقدر بـ 1,2 مليار دولار سنويا وأغلبها مساعدات عسكرية.
"لا يوجد توتر في العلاقات العسكرية بين واشنطن والقاهرة فذهذه العلاقات لم يطرأ عليها تغيير، وهي رمانة الميزان والبوصلة الحقيقية للعلاقات لأن مفاتيح مصالح أميركا، وأهمها أمن إسرائيل، في قبضة الجيش حتى في أيام الرئيس السابق محمد مرسي"، كما يقول عزت إبراهيم، مراسل جريدة الأهرام السابق بواشنطن.
يؤكد إبراهيم أن "السياسة تبقى تجميلية وتحمل مناوشات بين البيت الأبيض والسياسيين في مصر، ولكن ذلك لا يرقي إلى مستوى الأزمة".
"الأميركيون يعرفون أنهم، في حال حدوث توتر في العلاقات، سيدفعون الثمن أضعافا مضاعفة، لأنهم سيضطرون إلى دفع حقوق امتياز عبور السفن العسكرية الأميركية لقناة السويس وعبور طائراتهم الحربية المجال الجوي المصري"، كما يشير الصحفي المختص بالعلاقات المصرية-الأميركية.
ويضيف "لذلك عندما نجد المسؤولين الأميركيين يشنون حملة على الحكومة المصرية ويهددون بوقف المساعدات لمصر، يتوجه إليهم لوبي السلاح مذكرا أن ذلك ليس في مصلحتهم أو في مصلحة إسرائيل، إذ إن هذه ليست حقا مساعدات بل هي مقابل خدمات لو طلب منهم دفع مقابلها لأنفقوا عشرات أضعاف مبلغ المساعدات".
"لكن الإدارة السياسية تحاول تجميل وجهها، ولذلك خرجت بتصريحات دافعت فيها عن جماعة الإخوان المسلمين، وخرج آخر تصريح أميركي يدين إلقاء القبض، الثلاثاء، على جهاد الحداد المتحدث باسم الجماعة".
"لكن مثل هذه الانتقادات أصبحت روتينية وطالما أصبحت روتينية فلا أهمية لها"، حسب إبراهيم.
وعن كون المكالمة بين هجل والسيسي تطرقت للمرة الأولى إلى موضوع الأقباط قال الصحفي، بعد أن وجهت انتقادات كثيرة لواشنطن متهمة إياها "بالصمت عن الجرائم التي ارتكبها أنصار الإخوان المسلمين بحق الأقباط وكنائسهم ومصالحهم ومحالهم التجارية في أنحاء متعددة من مصر، خصوصا إحراق أكثر من عشر كنائس".
"هناك اتجاه في الرأي العام العالمي، ومنها الادارة الأميركية، يعتقد أن ما حدث من جرائم وانتهاكات ضد الأقباط هو من تدبير السلطات الأمنية المصرية لشيطنة الإسلاميين وتبرير حملات اعتقالهم وأن الأمن تساهل ولم يحمِ المسيحيين".
وكان المتحدث باسم البنتاجون، جورج ليتل قال إن الوزيرين بحثا "الجهود التي تبذلها مصر من أجل تعزيز الأمن وإعادة بناء المؤسسات القبطية التي شملتها أعمال العنف وكذلك فرض الأمن في صحراء سيناء".
ويشار إلى أن الهجمات التي يشنها مسلحون تصفهم السلطة بـ"الإرهابيين" تصاعدت على أهداف للجيش والشرطة بمحافظة شمال سيناء منذ عزل الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو الماضي.
كما تعرضت عشرات الكنائس والمحلات والمدارس ومؤسسات مسيحية أخرى للنهب والحرق خلال الأسابيع الماضية، لاسيما بعد أن فضت القوات الأمنية اعتصامين للإخوان وحلفائهم في ميداني رابعة العدوية والنهضة.
وندد رؤساء الكنائس القبطية بـ"ارهاب" يطالهم من قبل مسلحين، بينما دعت "منظمة هيومن رايتس ووتش" السلطات المصرية إلى حماية الكنائس والممتلكات المسيحية في البلاد، وطالبت التيارات المتشددة بالتوقف عن "التحريض على العنف" ضد الأقباط.
من جانبه قلل أيضا "حنا جريس"، رئيس الحزب المصري الديموقراطي، من تأثير المكالمة على أوضاع المسيحيين في مصر حيث أن "الأقباط لم يعولوا أبدا على تدخل أميركا في الشأن المصري وظلوا يعلون فكرة المواطنة وحل مشاكلهم داخليا".
لكنه رأى في هذه المحادثة دليل على تحول أميركي في المواقف العلنية لواشنطن من ثورة 30 يونيو.
وقال"جريس"، "إن الأميركيون يقولون للجانب المصري وللعالم أنهم أصبحوا موافقين بشكل كامل على خارطة الطريق التي أعلنتها الحكومة المصرية وأنهم يدركون أن المسؤولين عن الحوادث الطائفية هم أنصار مرسي وأنهم بالتالي تخلوا تماما عن فكرة دعم أنصار مرسي".
ويتفق"جريس" مع إبراهيم على افتقار الإدارة الأميركية لقدرة التأثير في السياسة الداخلية المصرية.
وقال "أعتقد أن قدرة الولايات المتحدة على التأثير على الشؤون الداخلية في مصر وعلى الحكومة المصرية هي في أدنى مستوياتهم منذ عام 1976" عند عودة العلاقات بين البلدين.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - السيسي وهجل.. علاقة مصالح ومشاورات دورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق